بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
انظر معى أخا الاسلام الى الصالحين وحسن ظنهم بربهم ويقينهم فى خالقهم ,دخل أحد الصالحين على الرجل الصالح
أبى سليمان (رضى الله عنه)فوجده يبكى فسأله:مايبكيك أيها الرجل الصالح ؟فأجابه أبو سليمان :لئن طالبنى ربى بذنوبى لأطالبنه بعفوه ,لئن طالبنى ربى بتقصيرى لأطالبنه برحمته ,لئن طالبنى ربى ببخلى لأطالبنه بجوده ,
لئن أدخلنى ربى النار لأخبرت أهل النار أنى كنت أحبه
فلابد أيها الأحبة أن نحسن الظن بالله ,أن يكون يقينك أن الله ينجيك ويغفر لك ويرحمك,أن يكون ظنك بربك خيرا أنه سبحانه وتعالى يغفر الذنوب ويستر العيوب لأنه سبحانه وتعالى أوصانا بذلك فى كتابه العزيز حيث يقول
سبحانه وتعالى (ولا تيأسوا من روح الله انه لاييأس من روح الله الا القوم الكافرون )
وفى الحديث القدسى يقول جل شأنه (أنا عند ظن عبدى بى ان خيرآ فخير وان شرآ فشر ) وينبغى لكل عبد أن يغلب جانب الرجاء والطمع فى رحمة الله على جانب الخوف من الله ,ويجمع بين الخوف والرجاء مع تغليب جانب الرجاء والطمع , فحسن الظن بالله واليقين بأنه غفور رحيم عفو كريم من جملة زادك الذى تتزود به للموت والرحيل .
ولكن أناسا كثيرين يفهمون الظن بالله فهما خطأ ويحسبون أن حسن الظن بالله نوع من التواكل من غير عمل ,الحق أن حسن الظن بالله من غير عمل وعبادة وطاعة لاخير فيه ولافائدة منه ,فلم يحسن الظن بربه انسان عاش على المعصية ,وفرط فى العبادة ,ولازم الذنوب والخطايا , وكثيرا ما تسمع من أهل المعاصى حينما تدعوه الى الصلاة والطاعة /يقولون لك ان الله غفور رحيم ,ربك رب قلوب ,ربنا يهدينا ,من قال لااله الا الله دخل الجنة وهكذا يسقون لك المبشرات والأمنيات ,ولسان حالهم قائم على المعاصى وملازم للذنوب ,يذكر لك ما ينجيه ,وكـأنه فعل من الطاعات كثيرها ومن الخير جميعه , وأمن مكر الله, ولا يأمن مكر الله الا القوم الكافرون ,ان الذين فعلوا من الطاعات أكثر منا وعبدوا الله بما نعجز عن حصره ووصفه لم يكونوا أبدا ليأمنوا مكر الله فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الذى أخبره ربه بأنه قد غفر له ماتقدم من ذنبه وما تأخر ما قصر فى عبادة ربه ولا ترك الطاعة ساعة بل كان يقوم الليل حتى تفطر قدماه ويقول (صلى الله عليه وسلم ) أفلا أكون عبدآ شكورآ /وأمير ألمؤمنين
سيدنا عمر بن الخطاب (رضى الله عنه )الذى قال عنه الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم )لو كان نبى بعدى لكان عمر بن الخطاب//// وأول من يأخذ كتا به بيمينه عمر بن الخطاب هكذا أخبر عنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم )وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة ,وهو من هو فى عالم الاسلام والعبادة ,ومع ذلك كله كان يقول عن نفسه لاآمن مكر الله واحدى قدمى فى الجنة ,
وهكذا لم يكونوا ليأمنوا مكر الله, وما أوصلهم حسن ظنهم بربهم الى الاتكال والتراخى عن الأعمال والطاعات , علموا أنه ما عمل انسان عملا يكون أهلا لأن يدخل الجنة ولا رسول الله (صلى الله عليه وسلم )لذلك نطمع جميعا فى رحمة الله ان يدخلنا الجنة (أمين يارب العالمين ) أما هؤلاء الذين جهلوا حسن الظن بربهم ونسوا جميعا أن الله تعالى لما قال فى كتابه العزيز (نبئ عبادى أنى أنا الغفور الرحيم) قال تعالى بعدها (وأن عذابى هو العذاب الأليم)
ولا يكون الانسان يحسن الظن بربه الا وهو يقوم بالطاعة ويلوذ بالتوبة ويبرهن على حسن ظنه بربه يقول الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم )ليس الايمان بالتمنى ولكن ماوقر فى القلب وصدقه العمل _وان قوما خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم , قالوا :نحن نحسن الظن بالله ,وكذبوا:لو أحسنوا الظن لأخلصوا العمل