[center]قصة حب عنيف عفيف ،صادف قلبا خاليا فتمكن !
وفرقت الأيام بين جسديهما، لكنهما ظلا على وفائهما فما الحب إلا للحبيب الأول.
وليلى الأخيلية من النساء المتقدمات في الشعر شأنها شأن الخنساء في الإسلام. وكان توبة يهواها، ويقول فيها شعرا على عادة العرب.. وعبر لأهلها عن رغبته بالاقتران بها فقابلوه بالرفض لا لشئ يعيبه إلا أنه تناولها في شعره وإن كان عفيفا!
حيث أن العرب الأقدمي كانوا لا يزوجوا بناتهم ممّن شهّر بهن.. وهكذا زُوجت ليلى برجل آخر وحُرم الحبيبن من بعضهما إلى الأبد!!
وهام توبة على وجهه يبكي ليلاه، وحظه العاثر ! وعاشا الحبيبين على البعد..كل في طريق..وكان (توبة) كثير الغارات.. فقتل في إحدى غاراته ..وسجل التاريخ أروع رثاء قالته مُحبة في حبيب فرقت بينهما الأيام.
وأقسمـت أرثــى بـعـدَ تـوبـةَ هالـكـا
وأحـفِـلُ مــن دارت علـيـه الـدوائـر
لعَمرك ما بالموت عـارٌ علـى الفتـى
إذا لـم تصـبـه فــي الحـيـاة المعـابـرُ
ومــا أحــدٌ حـيـا وإن كـــان سـالـمـا
بـأخـلــد مــمــن غـيّـبـتـه الـمـقـابـرُ
ومن كان مِمـا يُحـدثُ الدهـر جازعـا
فلابد يومـا أن يُـرى وهـو صابـر ُ
وليس لذي عيش من الموت مذهـبٌ
وليـس علـى الأيـام والـدهـر غـابِـرُ
ولا الحـيُ ممـا يُحـدث الدهـر معتـبٌ
ولا الميت إن لم يصبر الحـيُ ناشـرُ
وكــل شـبـابٍ أو جـديـد إلــى بِـلــى
وكـلّ امـرئ يـومـا إلــى الله صـائـرُ
وكــــلُ قـريــنــي أُلــفـــةٍ لـتــفــرقِ
شتاتـا، وإن ضنّـا، وطــال التعـاشُـرُ
فــلا ُيبـعـدن الله يــا تــوبَ هالـكـا
أخا الحرب إن ضاقت عليه المصادرُ
فأقسمـتُ لا أنفـكُ أبكيـك مــا دعــت
عـلـى فـنـنٍ ورقــاءُ أو طــار طـائـرُ
قتيـل بنـي عـوف، فـيـا لهفـتـى لــه
فمـا كـنـتُ إيـاهـم علـيـه أُحــاذرُ....
ومرت أيام وأعوام ، ذهب فيها شباب ليلى ، وذبلت زهرتها! وأسنت وعجزت.. وكانت ليلى ذات يوم مقبلة من سفر ، فمرت بقبر توبة في طريق عودتها.
فقالت : السلام عليك يا توبة!
أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ! وسكتت قليلا ثم حولت وجهها إلى القوم ممن حولها وقالت : أشهد أنني لم أعرف له كِذبة قط قبل يومنا هذا!!
عجب القوم وقالوا : كيف ذلك؟
قالت ألم تسمعوه يقول :
ولــو أن ليـلـى الأخيلـيـة سلّـمـت
عـلّـي، ودونــي جـنـدلٌ وصفـائـح
لسلمـتُ تسليـم البشـاشـة أو رقــا
إليها صدى من جانب القبر صائحُ
وأُغبـطُ مــن ليـلـى بـمـا لا أنـالـه
ألا كل مـا قـرت بـه العيـن صالـح
النهاية الأليمة:
وكانت إلى جانب القبر ‘بومة‘ مختبئة، فلما رأت الهودج..فزعت.. وطارت مذعورة في وجه الجمل ! فخاف الجمل واضطرب وهاج ورمى بليلى فسقطت على رأسها فماتت لوقتها، ودفنت هناك على مقربة ممن كان أحب الناس إلى قلبها..وأقربهم إلى روحها!
فهل الحب الصادق العذري موجود اليوم وهل هو بصفاء السماء العربية وجمل ودينها وبثبات جبالهاوبكبر وفسحة صحرائها اصدقكم القول إنني متشائم من هذا فإذا كانت حياة اليوم أقصد جيل العصر الحالي خالياً من الصدق مع ربه ومع نفسه فكيف يكون صادق في مشاعره مع من يحب
[/center]