الخلفاء الراشدين (1).. أبي بكر الصديق رضي الله عنه
كاتب الموضوع
رسالة
MorGan مدير المنتدي
عدد الرسائل : 1111 العمر : 35 المزاج : هفكر نقاط : 1334 تاريخ التسجيل : 26/01/2009
موضوع: الخلفاء الراشدين (1).. أبي بكر الصديق رضي الله عنه الخميس سبتمبر 03, 2009 1:57 pm
الخلفاء الراشدين (1).. أبي بكر الصديق رضي الله عنه
تحتل قصَّة الخلفاء الراشدين مكانة مرموقة في نفوس المسلمين كونهم يمثِّلون الصفوة التي تَرَبَّت على يد الرسول صلى الله عليه وسلم، فكانوا نماذج مشرقة أنارت الدنيا واستطاعوا الحفاظ على راية الإسلام مرفوعة رغم ما واجهتها من صعاب ومحن.
خلافة أبي بكر الصديق
تبدأ قصة خلافة الصديق بخبر وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أحدث ضَجَّة كبيرة، وصدمة عظيمة لكثير من المسلمين، خاصَّة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
بينما أقبل أبو بكر حتى نزل على باب المسجد حين بلغه الخبر وعمر يُكَلِّم الناس، فلم يلتفت إلى شيء حتى دخل على رسول الله في بيت عائشة رضي الله عنها، فأقبل حتى كشف عن وجه رسول الله ثم قبَّله، ثم قال: بأبي أنت وأمي، أما الموتة التي كتب الله عليك فقد ذقتها، ثم لن تصيبك بعدها موتة أبدًا.
وخرج أبي بكر فاقبل عليه الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال "أيها الناس، إنه مَن كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومَن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت". ثم تلا قول الله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144].
فقال أبو هريرة "فوالله لكأنَّ الناس لم يعلموا أن هذه الآية نزلت، حتى تلاها".
وعقب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم اجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة، فذهب إليهم أبو بكر، وعمر بن الخطاب، وأبو عبيدة بن الجرَّاح لمبايعة قائد للأمة الأسلامية يخلف الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان أبي بكر يريد أن يتم أختيار عمر أو أبو عبيدة.
فقال عمر: بل نبايعك أنت، وأنت سيِّدنا وخيرنا، وأحبُّنا إلى رسول الله. ثم قال للأنصار: يا معشر الأنصار، ألستم تعلمون أن رسول الله أمر أبا بكر أن يؤمَّ الناس، فأيُّكم تطيب نفسه أن يتقدَّم أبا بكر؟!! فقالت الأنصار: نعوذ بالله أن نتقدَّم أبا بكر! ثم بادر عمر وقال لأبي بكر: ابسط يدك. فبسط يده فبايعه، وبايعه المهاجرون، ثم الأنصار.
وبايع الناس أبا بكر في المسجد بعد بيعة قادة المهاجرين والأنصار له في سقيفة بني ساعدة، فقام أبو بكر خطيبًا في الناس ليُعْلِن عن منهجه، وبعد أن حمد الله وأثنى عليه قال "أما بعد، أيها الناس، فإني قد وُلِّيتُ عليكم ولست بخيركم، فإنْ أحسنتُ فأعينوني، وإنْ أسأتُ فقوِّموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أرجع عليه حقَّه إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحقَّ منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا خذلهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمَّهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم".
ونجح المسلمون أنصار ومهاجرون في أوَّل امتحان بعد وفاة الرسول، واحترموا مبدأ الشورى، وتمسَّكوا بالمبادئ الإسلاميَّة، فقادوا سفينتهم إلى شاطئ الأمان.
وكان الإسلام في عهد النبي قد بدأ ينتشر بعد السنة السادسة للهجرة، وبعد هزيمة هوازن وثقيف، وبدأت الوفود تَرِد إلى الرسول معلنة إسلامها، فدخل الناس في دين الله أفواجًا، وقلَّ عدد المشركين الذين يعبدون الأصنام، لكنَّ بعض الذين دخلوا في الإسلام كان منهم ضعاف الإيمان، ولم يكن الإيمان قد استقرَّ في قلوبهم، فلم يدخلوا في الإسلام إلا انبهارًا بسيطرة المسلمين على الجزيرة العربيَّة، ومنهم مَن جاء رغبة في المال والغنائم، والارتباط بالقوَّة الأُولَى الجديدة في الجزيرة، ومنهم مَن جاء خوفًا من قوَّة المسلمين، ومنهم مَن جاء لكن اتِّباعًا لزعمائهم وقادتهم، فَسَاقهم زعماؤهم كالقطيع، فدخلوا في دين لا يعرفون حدوده، ولا فروضه، ولا تكاليفه، ولم يفقهوا حقيقة الرسول وحقيقة الرسالة، ولم يعيشوا مع القرآن ولا مع السُّنَّة.
الخلفاء الراشدين (1).. أبي بكر الصديق رضي الله عنه