يقول هيكل ( فكرة هذا الكتاب لم تخطر لى , وأنما خطرت لغيرى , وبعد تفكير رحبت بها . فصاحب الفكرة الأصلى , هى " دار الشروق " – ناشرة هذا الكتاب – وملخص الفكرة هو جمع ونشر أحاديث صحفية أجرتها معى بعض الصحف العربية والأجنبية ونشرت خارج مصر فى أيام لم يكن مسموحآ لى أن أنشر كتابآ أو مقالآ داخلها ) .
وفي هذا الكتاب، يلتقي الحدث الذي ترقى قيمته فوق الخلاف، مع الكاتب الذي ترقى قدرته فوق الخلاف من خلال محتويات صفحاته التي لم يقف فيها هيكل عند عتبات الثورة الإيرانية، أو عند تحليل عناصرها وتفاعلاتها، وعند تسجيل سقوط عصر وميلاد عصر جديد، وإنما ما سطره على هذه الصفحات كان بمثابة وثيقة سياسية بالغة الأهمية كشف فيه الكثير من الخبايا والأسرار، التي تدور في كواليس المنطقة، والتي أماط هيكل اللثام عنها لأول مرّة في هذا الكتاب.
العروش والجيوش: كذلك انفجر الصراع في فلسطين 1948-1998
هذا الكتاب بكل ما يحتويه ليس تاريخاً للصراع العربي الإسرائيلي، وليس عودة إلى أصوله وجذوره، كما أنه ليس متابعة أو تحليلاً لمساره الطويل والرامي، إنما هو التفاتة مهمة، وقد تكون ضرورية إلى لحظة الخلق الأولى، عندما وقع الانفجار وتمددت كتلته وبدأ زمانه، إنه مستند تاريخي نادر يروي بغير تزوير أو تزويق لمحات من الحقيقة عن أيام حاسمة في التاريخ العربي المعاصر، هي تلك الأيام التي شهدت قيامة الدولة اليهودية على أرض فلسطين في مثل هذا الوقت تماماً من مايو/أيار/1948.
إن السياق الأصلي لهذا الكتاب ما هو إلا قراءة في يومية الحرب للقيادة العامة للقوات المصرية في فلسطين. حيث تظهر هذه الصفحات للقارئ أن يومية الحرب عاجزة وحدها عن وصف مرحلة جديدة من الصراع حيث أن ميدان القتال لم يعد، كما في بداية الحرب "الإسرائيلية الفلسطينية" مستعمرة الدنجور" أو مدينة "غزة" وإنما تحول ليصبح مصر ذاتها؛ هويتها واختيارها، ودورها، وتلك مسألة وطنية وقومية، إقليمية ودولية، حيث يوضح محمد حسنين هيكل أنه ودون مبالغة تحولت في أوقات لاحقة إلى "مسألة" عالمية تعلقت بها قضايا الحرب والسلام أثناء ساعات ساخنة من زمن الحرب الباردة التي استغرقت معظم النصف الثاني من القرن العشرين.
نص محاضرة قدمها الكاتب فى بيروت يوم السابع والعشرين من شهر يونيو 1998 وكان ذلك فى القاعة الكبرى لقصر العدل وبدعوة من نقابة المحامين فى لبنان والتى كانت تدور حول عدم استعداد القلب العربى للتعامل مع أى مستجدات طارئة على جناحه الشرقى والذى كشفها التفجيرات النووية فى شبه القارة الهندية.
هذه المجموعة من الاحاديث لها عندي منزلة خاصة، فلقد كانت مفترق الطرق بين الرئيس المصري السابق "انور السادات" يرحمه الله. وبيني. كانت اخر ما كتبت ونشرت في الاهرام في الفترة ما بين 5 اكتوبر 1973 وحتى اول فبراير 1974. اي انها سبقت بدء عمليات حرب اكتوبر بيوم واحد، ثم توقفت بعد اتمام الاتفاق المبدئي على فك الارتباط الاول باسبوع واحد. مسافة اربعة شهور كانت حاسمة وفاصلة في تأثيرها ليس فقط على مستوى تاريخ الشعب المصري وامته العربية. ولكن ايضا على المستوى الشخصي والمهني.
هذا الكتاب هو في الاساس مجموعة من التقارير عن زيارة معينة الى الاتحاد السوفييتي في لحظة معينة من حياته في اجواء معينة سادت فيه. و قد وقعت جميعا اثناء عملية تاريخية هائلة بدأت زلزالا داخل حدوده ثم تدفقت طوفانا كاسحا الى اوروبا الشرقية -اوروبا الغربية الى بقية العالم يجرف امامه عقائد سادت و اوضاع رسخت و خرائط رسمت و موازين قوة كان الظن انها في ثقل الجبال .
يحتوي هذا الكتاب على أربعة مجموعات من الأحاديث كان المحلل السياسي "محمد حسنين هيكل" قد كتبها في الفترة ما بين بدايات سنة 1976 وبدايات سنة 1977، وهي ليست كل ما كتب في هذه الفترة وإنما هي مجرد نماذج منه.