فلتقتليني أو لأقتلك
فلترحميني أو لأرحل
لفظني رحمك و ما احتملتِ تكويني
و رفضتني أثداؤكِ و ما أرضعتيني
ابتعدي فأنت لا تعنيني
إن انتحرت فستكونين أنتِ السبب
و إن قـُتِلتُ فسترحميني
و لإن قتلتكِ ستظنين أنكِ أضعتِ ديني
ابتعدي عني فليس فيكِ شيء من الرب
ابتعدي لم يكن إليكِ يوما حنيني
أنا بدونك أقوي و بكِ مجنونة تصرخ من الأنينِ
لم تربتي علي كتفي مره إلا حينما أصبحت ما تريدين
و لم تقبلي وجنتيّ إلا لأنك يوما استضعفتيني
طردتيني من دوائر رحمتك .. و طردتك من مربعات حنيني
و ظل مثلث بيننا يأبي إلا أن تؤديني
تبكين و من تحت الحجاب تسخرين
و ترفعين يدك عني و في عيناي تحدقين
بصقتي في وجهي كم مرة ألا تذكرين ؟!
لن أصبح نسخة منك .. فلا تطمحين
أكره أن أكون ذات صوتين
واحد للغرباء و الأصدقاء
و آخر عالٍ رجيم
أكره أن يكون لساني سليط
ألم تفضلي اليهود عني ؟!
فلتبيعيني إذا لهم إن كنتِ ترغبين
كم مرة أخرستي صوتي
لأني أصرخ من الأنين
كم مرة عرفت أن جميع عائلتك
يحتقرونني..
لأنني لست كما تريدين
أنا التي لا تفتح الخبزبالطريقة الطبيعية للبشر
أنا التي أضاعت في المساء مشبك للغسيل
أنا أيضا التي نامت في آخر معاركها للحياة
اتركيني و ابتعدي .. أو اتركيني أرحل
كم مرة شعرت أن نهايتي بيديك ..
ألا تعرفين ؟!
كم مرة حلمت أنك علي رقبتي تطوقين
و تضحكين و تضحكين عاليًا
فقد قتلتي التي كانت سببا في قمع حريتك
و أنت من المخيرين
ارسميني كما تبغين
ارسميني وحش لا يعرف الرحمه
ارسميني الطفلة العاقه
ارسميني المجنونة
ارسميني .. ارسميني
و لكن لصورتي لا تنتظرين
فأنا قفزت من لوحتك و لا تفكرين
ابتعدي و لرحمتي لا تطلبين
في كل ركن سترين
بقايايا تئن من الألم
في كل ركن سترين
خصلات شعري و أشلائي
و في مرآتي سترين
جسدي الهزيل
أنت لستِ أمي..
و قلتها لك و لا تصدقين
أنا أمي لم تولد بعد
فلا تتعجبين !!
"حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ"