الشرف فى مدينتا

سألوني يوما عن الشرف في مدينتنا
احترت و حاولت أفكر أي شرف
هل العرض فقط ما يقيم الشرف؟
أليست أراضينا شرف؟
و أخلاقنا شرف؟
أي شرف تسألون عنه؟
أتحاكمونني لأنني حاولت يوما البقاء علي قيد الحياه
الحياة للشرفاء
الشرفاء أقوياء
هكذا تقول جدتي ..
التي الآن لا تستطيع عبور الشارع إلا بالطرحة السمراء
فقط تساءلت ما هو الشرف في مدينتنا
رأيت ألوانا شتي من الشرف
فمن يطالب بأقصي العقوبه
هو الآن من يطالب بالإفراج
مسرحية هزليه من الدرجة الأولي
أقسم بالحق لو أن هذا في قصة
ما صدق أحد من القراء
و لطالبني الجميع بجفاف قلمي
و لملمة أوراقي
و لكن الواقع دوما أمّر
و لأن الواقع دوما أمّر
لا تستطيع الصمود يوما أمام الباطل لحساب الحق
لأننا دوما نخلط بينهما
فكيف لنا اليوم نفرق بين الحق و الباطل
هل من حق أحد اليوم أن يقتل طفله و يقول شرف؟
هل من حقك أن ترغم أنثي و تقول شرف ؟
أي شرف؟
و لكني أفيق من العجب
فكل يوم ترون إخوانكم في شتي بلاد الأرض
يهانون و لا تهتز لكم شعره
هل هذا هو الشرف؟
ألم تغتصب اراضيكم من قبل و لم تغضبوا
فكيف بي اليوم أطالبكم باحمرار وجوهكم
يا لي من غافله
و لكني ساحمي نفسي و أطالب بحقي
حتي و إن لم تؤمنوا بشرفي
فأنا أؤمن بالشرف الحقيقي
أن أحمي حقوقي
أحمي جسدي من لمسات مدنسه
عن أي شرف تسألون؟؟
تؤمنون بشرف عذراء بلاستيكيه
و لا تؤمنون بشرف المؤودة
و تسألوني عن الشرف
لا تسألوني عنه يوما ..
فالشرف في نظري
أسمي من نظرات الحمقي لجسدي
الشرف في نظركم ..
الفحولة الذكرية
فض عشاء العذرية
ليال حمراء لا تنتهي
و حانات كلها "طيش شباب"
و أفكار غجرية
فتصبح لياليكم نزوة
و تنصب مشانقكم للزانيات
تكيلون بمكيالين
فيكال لكم بعشرة
مفهومكم عن الشرف
هو نشرات الأخبار التي تسرعون في تغيير محطاتها
بحثا عن المثيرة و المغرية و الفاتنه و الجميله
لو أنكم تعرفون .. بل إنكم تعرفون
في نشرة المساء طفلة قتلت
و في نشرة البارحة أختك اغتصبت
و في نشرة الظهيرة جلدوهم عرايا
ورموهم في سجن غريب
و اليوم تسألونني عن الشرف
لا تسالوني
فالشرف في مدينتنا ضاع
مع بقايا الحروب التي لم تنتهي